الخطابة وانواع الخطب

ما هي الخطابة: 

الخطابة فن قديم ، نشأ قبل السلام ، إن كان الناس يتجمعون في سوق عكاظ، ويتبارى الشعراء والوعاظ في إلقاء ما عندهم من شعر ونثر .وقد كان لها شأن كبير في العصر الإسلامي ، وما بعده ، ولاسيما في أوائل العصر العباسي ؛ إذ بقيت الدولة تعتمد عليها في تقوية أركانها ؛ إلا أن الضعف أخذ يدب في عروقها في أواخر الدولة العباسية ، وما تلاها في العصور اللاحقة ؛ فقل شأنها ، وانحسر بريقها .
الخطابة بأبسط تعريفاتها ، هي فن التحدث إلى الناس بقصد الإقناع العقلي والعاطفي ، وتتضمن وعظا ، و إرشادا ، وترتكز على أمرين رئيسين ، هما العلم ، والموهبة .


والخطيب هو الذي يقوم بالخطابة ، ويفترض أن تتوافر فيه جمله شروط ، منها:

شروط الخطابة:

  1. قوة البيان ووضوح الصوت .
  2. الحلم وسعة الصدر .
  3. الثقافة الشاملة ، وذلك بالتمكن من اللغة العربية وعلومها ، والاطلاع على العلوم والثقافات المتعددة .
  4.  والإحاطة بالفن الذي يتحدث فيه .
  5. الشخصية القوية المتزنه والثقة بالنفس .

ويجب على الخطيب أن يراعي جملة من القواعد ، منها : أن يعرف متى يتحدث ؟ ومتى يتوقف ؟ وأن يستعمل لغة سهلة ، لكنها فصيحة صحيحة ، وألا يتعالی على الناس ، وألا يفرط في الإشارات ، ويكتفي بما هو طبيعي منها ، والتواصل بالعين وتوزيع نظره على الجميع.

انواع الخطب:

  • الخطب السياسية.
  • الخطب الدينية.
  • الخطب الاجتماعية. 


ويمكنكَ ايضا الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالادب والاستفادة منه.

وكل نوع منها يؤدي وظيفة خطيرة في حياة الناس والمجتمعات ، سياسيا ودينيا واجتماعيا.
وفي العصر الحديث توافرت جملة أمور أدت إلى نهضة الخطابة العربية، منها : ظهور الاستعمار واحتلال أجزاء كثيرة منها ، وتصاعد الحسن الديني والوطني ، فبرع عدد من الخطباء ، منهم عبد الله النديم ، ومحمد عبده ، وسعد زغلول ، ومصطفى كامل ، ومحمد رضا الشبيبي ، وغيرهم.

محمد رضا الشبيبي

 ولد الشيخ محمد رضا الشبيبي سنة ۱۸۸۹ م في مدينة النجف الأشرف . تلقى علومه الأدبية والدينية في هذه المدينة التي عرفت بجوها الثقافي . على يد أساتذة كثيرين ، لكنه يدين في تعليمه إلى أبيه الشيخ محمد جواد الشبيبي . وفي مطلع شبابه عاش واقع العراق الصعب في وقت كانت الدولة العثمانية آيلة للسقوط ، ثم وقوع العراق تحت الاحتلال البريطاني .
شغل الشبيبي وظائف عديدة منها وزير المعارف ، وعضو مجلس نواب وعضو مجلس الأعيان.
له ديوان شعر گبير ، فضلا عن البحوث والمقالات الصحفية التي كانت انشرها له صحف ومجلات معروفة . توفي سنة 1965 م .

مقتطفات من خطاب الشيخ محمد رضا الشبيبي في مجلس الأعيان سنة ١٩٥٥م 

ماذا نصنع خلقنا وخلقت لنا آراؤنا ، كما خلق غيرنا وخلقت لهم آراؤهم . ماذا نصنع ، خلقنا وخلقت لنا عقائدنا ، كما خلق غيرنا وخلقت لهم عقائدهم فلا بد لنا من الوقوف عند آزانا مهما كلف الأمر ، وقد كلفنا ذلك كثيرا .
لنا حق في حرية الرأي والقول أو حرية الموافقة والإنكار ، وقد جاء في الحديث الصحيح « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان » .
فنحن - هنا - وفي هذا الموقف من هذا الحديث الشريف نختار أوسط الدرجات في الإنكار ، وهو الإنكار باللسان ، لم نكن قط متشائمين ، ولم ننظر أبدا إلى الحياة بالمنظار الأسود ، كما يتوهم بعض( الأعضاء ) ، طالما اعترفنا للمحسن بإحسانه ، وأنكرنا على المسيء إساءته.
ليست العبرة في المظاهر العمرانية ، وغيرها من المظاهر المادية ؛ ولكن العبرة في الكرامة ، والعبرة في الحرية ؛ فإذا فقدت الروح ، وفقدت التحريات فلا جدوى من وراء هذه المظاهر العمرانية.
ليس هذا من استبداد شهوة الكلام بالمتكلم ؛ وإنما تشوقنا إليه عقيدتنا ، عقيدة اعتقدناها ، ورأي ارتأيناه ، ولا يسعنا إلا أن نقف عند تلك العقيدة ، وذلك الرأي مهما كلف الأمر ، وقد كلفنا ذلك كثيرا إلى هذه اللحظة ، وأدي بنا إلى أن نختلف مع الهيئة الحاكمة الحالية في سياستها ، فعندما جاءت إلى الحكم جاءت بأراء وسياسة لا نراها - نحن - تنطبق على حاجة البلد.
فلا مناص لنا أبدا من معارضتها ، ولا مفر لنا أبدا من أن نقرع الحجة بالحجة في هذه القاعة ، وفي غيرها حتى يظهر الحق .

انتهى الموضوع ...
 شكرا لكم