الأدب
تضافرت بعد نشوء الدولة العباسية في سنة (١٣٢هجري) عوامل مختلفة كان لها اثر كثير في تكوين المجتمع العباسي وفي تلوين نثره وشعره،وقد تلون المجتمع بالوان شتى في العادات والتقاليد والمفاهيم الاجتماعية التي كانت بعيدة عما الفه العرب في العصور السابقة لهذا العصر ،عن طريق الاختلاط والزواج .
اذا امتزجت الثقافة العربية بالثقافات الاخرى امتزاجا واسعا وفاعلا عن الطريق الترجمة التي نشطت واقبل عليها الناس اقبالا واسعا ،وكان اثر هذا الامتزاج الفكري والثقافي واضحا في شيوع الافكار الفلسفية والمصطلحات المنطقية التي لم تكن شائعا قبل هذا العصر ،وكثرت العناية بالعمران والتوسع فيه.
وكان لكل هذا هذه العوامل اثرها الواضح في الادب: نثره وشعر،فالنثر الفني في هذا العصر الذي ارب على خمسة قرون اي من سنة ١٣٢ هجري)الى سنة (٦٥٦هجري) قد مر بمراحل مختلفة تميزت كل مرحلة منه بخصائص فنية ثابتة خاصة.
وكان لكل هذا هذه العوامل اثرها الواضح في الادب: نثره وشعر،فالنثر الفني في هذا العصر الذي ارب على خمسة قرون اي من سنة ١٣٢ هجري)الى سنة (٦٥٦هجري) قد مر بمراحل مختلفة تميزت كل مرحلة منه بخصائص فنية ثابتة خاصة.
ويمكنكَ ايضاً الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالادب والاستفادة منه :
- الخطابة وانواع الخطب.
- المقالة وانواع المقالة.
- الادب ونشاتهُ والعصور الادبية.
- الادب العربي في الاندلس.
- اهمية العصر العباسي في الادب العربي.
- الشعر التمثيلي (المسرحي).
الخصائص الفنية للنثر:
- تنويع العبارة وسهولتها .
- تقطيع الفقرة الى جمل كثيرة مسجوعة او مرسلة .
- والاستطراد ومزج الجد بالهزل وتحليل المعنى واستقصاؤه.
- تحكيم العقل والمنطق ،والاعتراض بالجمل الدعائية ،والاكثار من المجاز والتشبيه.
- الكناية والمحسنات البديعية ،كالجناس والطباق والتورية والاستشهاد بالنظم في غضون النثر والاقتباس من آي القرآن الكريم.
- تضمين الحديث النبوي الشريف.
الخصائص الفنية للشعر:
اما الشعر وعلى الرغم من الثورة والتجديد التي شهدها فقد بقي كثير من شعراء العصر -على الرغم من العوامل الجديدة المؤثرة في مجرى حياتهم وتفكيرهم وشعرهم - يلتفون الى الشعر القديم ويتاثرون به مستمدين منه الاسس التي يقيمون عليها بناء قصيدتهم، فهم لم يشاؤوا ان يتحرروا من قيود الوزن والقافية وعمود الشعر، فكانو يلتزمون وزنا واحدا وقافية واحدة في القصيدة الواحد، ويفتحون القصائد بالنسيب او ذكر الاطلال، كما كانوا يعالجون (يعرضون) في اثنائها اغراضا شعرية شتى وهم في كل في كل هذ يحذون حذو القدماء من الشعراء.ولكن مع كل هذا الاقتداء بالقدماء فان هناك شعراء لم يقفوا عند الحدود التي رسمها لهم الاقدمون، بل حاولوا تطوير الفنون التي ورثوها كما جهدوا في ابتداع فنون اخرى لم يكن لها اصل قبل هذا العصر .
لقد طرأت على الشعر امور كثيرة تناولت جوانب مختلفة منه،يمكن إجمالها فيما
يأتي:
ما حدث في فنونه واغراضه:
- استهلال بعض قصائدهم بوصف القصور او السفن او الربيع او الشراب بدلا من انسيب او ذكر الاطلال فكان هذا التغير في استهلال الموضوعات جاء نتيجة للبيئة الجديدة التي عاشو فيها.
- ازدياد وصف الرياض والقصور واحوال المعيشة، ومصايد الوحوش والطير والسمك وغير ذلك
- ازدياد الدعوة للوعظ، والزهد في الدنيا، والحكمة وضرب المثل، وتاديب النفس ونظم القصص والحكايات شعرا.
- ظهور نوع من الرثاء يهتم برثاء المدن والبلدان، وما يهم الانسان من طير وحيوان ... وغيرها.
- ظهور الشعر الهزلي والتمهكي ( السخرية)
- الاكثار من وصف المعارك التي كانت تقع بين المسلمين وغيرهم من الفرس والروم والصليبين.
- الاكثار من التراسل بالشعر والتهاني وهو ما يسمى (الإخوانيات )ولاسيما في المواسم الاعياد والزواج وغيرها.
- ضبط القواعد والعلوم بنظمها شعرا، وهو ما يسمى الشعر التعليمي،لحفظ قواعد العلوم اللغوية والفهمية والحكمة والقصص والامثال لتسهيل حفظها فقد نظموا قصص كليلة ودمنة وغيرها.
ما طرأ على لفظه واسلوبه:
- هجر الالفاظ الغربية وقلتها في النصوص الادبية.
- التملح بالكلمات غير العربية تظرفا.
- رقة الاسلوب وعذوبة اللفظ مع بقاء الجزالة ( القوة) ووضوح المعنى.
- الاكثار من استعمال فنون علوم البلاغة، ولاسيما فنون البديع.
ما حدث في معانيه واخيلته:
- ترتيب الافكار ترتيبا متماسكا ما دعا الى الاهتمام بوحدة القصيدة اكثر من الاهتمام بوحدة إذ قل الاقتضاب والانتقال من معنى الى معنى مباين له، وهو يعرف (بوحدة القصيدة).
- المبالغة والغلو في الاغراض الشعرية، كالمديح،والهجاء، والفخر والرثاء.
- ابداع الاخلية الجميلة للتصوير، عن طريق التشبيه والاستعارة والاوصاف وحسن التعليل.
- استعمال طرق الحكمة والفلسفة، وعلم الكلام والمنطق ونحو ذلك في توسيع اساليب الاقناع.
- الاكثار من النظم في البحور القصيرة والمجزوءة
- استحداث اوزان جديدة كتب لاكثرها الزوال.
- اما في مجال القافية فقد ابتدع الشعراء المسمط والمزدزج والموشح.
انتهى الموضوع ...
شكرا لكم