الادب العربي في الاندلس

مقدمة تاريخية :

 كانت الاندلس آخر الجناح الغربي من الوطن العربي، حيث تشكل الارض الممتدة في الجنوب الغربي من اوربا، ويفصل بينها وبين المغرب من جهة البحر المضيق جبل طارق. وتشمل اراضي الاندلس في العصر الحديث كلا من اسبانيا والبرتغال، كان فتح المغرب مقدمة لفتح بلاد الاندلس.


ففي سنة( ٩٢هجري) عبر الجيش العربي المضيق المؤدي الى الجزيرة الخضراء في الشاطئ الاسباني بقيادة طارق بن زياد، وبتوجيه من القائد العربي موسى بن نصيرفي عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، ونزلوا الجبل المسمى (جبل طارق)، ثم القى خطبته المشهورة التي منها((ايها الناس اين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو من امامكم وليس لكم والله الا الصدق والصبر واعلموا انكم في هذه جزيرة اضيع من الايتام في مأدبة اللئام)). وهكذا فتح العرب الاندلس وحكمها المسلمون ما يقارب ثمانية قرون (٩٢هجري _ ٨٩٨ هجري) . وصنعوا خلالها للاندلس مجدا اثيلا وحضارة وارفة، وعلوما غزيرة.


مقدمة في اتجاهاته وفنونه :

 كان الشعر اسبق الفنون الادبية ظهورا في بيئة الاندلس الجميلة لانه مظهر الثقافة العرلية، ومرآة حياة العربي العقيلة والاجتماعية. وهو جزء اصيل من كيانة يشدو به انى حل وايان ارتحل، فلا غرابة ان يقبل الاندلسيون العرب على نظمه، فتزدهر فنونه وتنتشر بين الناس كل الوانه منذ ان حل العرب في الاندلس الى ان غابت شمسهم عنها . ويقسم المؤرخون عصور الادب الاندلسي على وفق العصور السياسية :عصر الولاة، فالامارة، فالخلافة، فملوك الطوائف، فالمرابطين، فالموحدين، واخيرا عصر بني الاحمر . لكن عصر ملوك الطوائف كان ازهى عصور الشعر فيها، إذ ظهر فيه كثير كثير من فحول الشعراء مثل إبن زيدون وإبن خفاجة وإبن عمار والمعتمد بن عباد، ومما ساعد على نهضة الشعر وازدهاره في الاندلس استقرار السلطة في ايدي العرب المعروفين بموهبة الشعر المتأصلة في نفوسهم وحرصهم الشديد على اللغة العربية وآدابها وجمال طبيعة بلاد الاندلس وفتنتها، فتعلقت بها قلوب الشعراء وملكت مغاني جمالها نفوسهم ومشاعرهم حتى قال شاعرهم :
يا اهل اندلس لله دركم
                       ماء وظل وأنهار وأشجار
ما جنة الخلد الافي دياركم ولو تخيرت هذا كنت اختار
مع حياة الدعة والاسترخاء والنعومة والثراء وما عرف عن ملوكهم وامرائهم من رغبة في الشعر وقرضه، وتقريبهم للشعراء وعقد المجالس لهم.
ومما اسهم في ازدهار الشعر تعاطي الحكام والامراء والوزراء له نظما وتذوقا، فقد كان مؤسس الدولة الاموية في الاندلس عبدالرحمان الداخل شاعرا وادبيا، ومثله كثير من الامراء والخلفاء والملوك كالخليفة عبد الرحمان الناصر وملك إشبيلية المعتمد بن عباد.

معظم الوزراء

ومعظم الوزراء كانوا شعراء ايضا مثل إبن زيدون، وإبن عمار وإبن شهيد وإبن حزم ولسان الدين بن الخطيب.
وكانت روح المنافسة للمشرق، مع الرحلة الدائمة بين المشرق والمغرب من عوامل ازدهار الشعر ونموه ايضا.

مميزات الشعر الاندلس

تتميز الشعر الاندلسي بميزات واضحة منها ، 
  1. انه سهل الالفاظ .
  2. سلس التركيب واضح المعاني بعيد عن تعمق الفلاسفة وتدقيق الحكماء.
  3. وقد الم ببعض المعاني الطريق المبتكرة.
  4. مما سلك قسما من شعرائه في عدد الشعراء المجدين.
  5. ولجمال طبيعة الاندلس جال خيال شعرائها ورق وصفهم فكثرت لديهم التشبيهات البديعة والتوليدات العجيبة الغريبة.

ويمكنكَ ايضاً الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالادب والاستفادة منه.
ومما يلفت النظر كثرة الشواعر في الاندلس، فعددهن كبير بالقياس الى ما في المشرق العربي، وربما يرجع ذلك إلى ما كانت تتمتع به المرأة من العلم والمعرفة وربما الحرية بنصيب أوفر من نصيب أختها في المشرق.

انتهى الموضوع ...
شكرا لكم