اهمية العصر العباسي في الأدب العربي
يعد العصر العباسي من اطول وأغزر العصور الادبية التي رافقت نمو الأدب العربي وتطوره، وتعني دراسة هذا العصر التعرف على أحوال الأدب في أكثر من خمسة قرون من حكم الأسرة العباسية تبدأ في سنة (١٣٢هجري) وهو تاريخ سقوط الدولة الأموية وأنتقال الحكم الى العباسيين، وتنتهي في سنة (٦٥٦هجري) تاريخ انتهاء الحكم العباسي وأحتلال المغول لبغداد.
لقد عالج مؤرخو الأدب دراسة هذا العصر في ظل العصور السياسية وتقسيماتها على وفق ما اتفق عليه أكثر المؤرخين، وإن أغلب الدراسات تناولته في عصرين هما:
لقد عالج مؤرخو الأدب دراسة هذا العصر في ظل العصور السياسية وتقسيماتها على وفق ما اتفق عليه أكثر المؤرخين، وإن أغلب الدراسات تناولته في عصرين هما:
العصر العباسي الأول من سنة (١٣٢هجري) إلى سنة (٣٣٤هجري) في بداية الحكم البويهيين؛ والعصر العباسي الثاني من سنة (٣٣٤هجري)إلى سنة(٦٥٦هجري) وهي سنة الغزو المغولي لبغداد، ومع أهمية التقسيم الزمني في دراسة الأدب لابد أن نشير الى ضرورة تأكيد تطور الفنون الأدبية في العصر كله لانه الجانب الأهم والاجدى والأنفع.
ماذا يمثل العصر العباسي
يمثل العصر العباسي بجملته أوج الازدهار الحضاري الذي أنتج حركة فكرية رائعة امتازات بتدوين العلوم العربية الإسلامية وبالعناية بعلوم مترابطة تكون هيكلا فكريا عربيا إسلاميا في أصوله ورجاله. وقد انتشرت المدارس في هذه المرحلة الزمنية وظهرت دور الكتب وأسواق الورقين، كدار الحكمة، والمكتبات الشخصية والعامة وقد هيأ القرن الثالث الهجري لولادة مسيرة الازدهار الحضاري في القرن الذي تلاه.
بم صارت بغداد حضارة العرب والمسلمين
- بما امتلكته من إرث حضاري امتد من قبل الإسلام ومن حضارة وادي الرافدين.
- ومما تركه الإسلام من أثر فكري وحضاري يتناسب وما في القرآن الكريم من نهضة علمية وسياسية وفلسفية
حركة التدوين الجادة
وقد بدأت الحركة التدوين الجادة لتدوين مصادر الثقافة العربية الأصيلة في القرنين الثاني والثالث الهجرين ونشطت حركة التأليف والترجمة والنقل وأظهرت اللغة العربية عبقريتها الفذة في القدرة على استيعاب مصادر الثقافة والعلوم المبتكرة أو المنقولة عن حضارات الاخرى، كما أظهرت مرونة رائعة في التحضير والسلوك مع الأطوار المدنية التي طبعت العصر ورسمت حياته الجديدة.نضج الحضارة العربية الاسلامية في العصر العباسي
وفي العصر العباسي الثاني استكملت الحضارة العربية نضجها وتفوقها وبلغت بعطائها وعمقها وأصالتها مركز الريادة الاول في مجال الحضارة الإنسانية في حينه. عن هذه المواقع الثقافية المتقدمة صار الكتاب والشعراء العباسيون يصدرون بنتاجاتهم ما آل إليه الواقع الحضاري الجديد من عمق الفكر وسمو المنطق وتعدد مصادر المعرفة، وتطور أساليب البلاغة والأداء اللغوي، والتجديد في الاوزان والقوافي.مظاهر التجديد في الأدب العباسي
ان مظاهر التجديد في الأدب العباسي لم تقف عند حدود تخطي الأشكال القديمة والثورة عليها بل تجاوزت ذلك المضمون ، وبذلك قدر للشعراء والكتاب أن يصوروا حياتهم الجديدة أصدق تصوير ، وقد انعكست في آثارهم البيئة الجديدة في أسسها الطبيعية والاجتماعية والسياسية والفكرية، ومثلما أجادوا في مجال التعبير عن واقعهم الجديد أجادوا أيضا في التعبير عن ذواتهم بأدب وجداني رائع .عما عبر الاديب العباسي
وقد يكون من المناسب أن نشير هنا إلى أن الأديب العربي في العصر العباسي لم يكتف بالتعبير عن جوانب الترف ووصف مظاهر الحياة أو التغني بالخواطر الذاتية المقرونة باللهو والدعة فقط ، بل أسهم إساهما ملموسا في تحديد مواقفه إزاء التحديات وقد تطورت هذه المواقف في العصر العباسي الثاني فظهر(أدب الرفض)الذي وقف إلى جانب طبقة العامة الواسعة ، ومعاناتها أمام طبقة الحكام ، وأتباعهم وهم قلة ؛ ملكوا كل شيء وحرموا الشعب من أي شيء.
ويمكنكَ ايضاً الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالادب والاستفادة منه :
ظهور ادب الرفض في العصر العباسي
ويبدو أن الضعف السياسي الذي بدأ منذ مطلع القرن الرابع الهجري ورافق قيام الدولتين البويهية والسلجوقية كان وراء هذا التحول في مناهج بعض الشعراء والكتاب واقترن ذلك بإقصاء العرب عن مواقع القيادة الحقيقية في الدولة العربية وتفشي الفساد والأمراض وتعدد الكوارث وتفكك الدولة العربية وقيام دويلات الأقاليم ، من هنا تتضح لنا الأسباب الحقيقية وراء ظهور أدب الرفض في مسار اتجاهات الأغراض الأدبية في العصر العباسي الثاني ، وشيوع ( أدب الخف والسخرية) وإظهار اللامبالاة مما يدور في المجتمع من مظالم ومن سيادة الجهلة وتوليهم أمور الناس . كما نرى في شعر الكثير من الشعراء كالحسين بن الحجاج والعكوك ، ولم يخل من هذه الظاهرة حتى الشعراء الجاذون ، فهذا أبو العلاء المعري يقول :ولما رأيت الجهل في الناس فاشية
تجاهلت حتى ظن أني جاهل
وعلى العموم نسجل بالفخر والاعتزاز عطاء الأدب العباسي موضوعيا وفنيا بوصفه أعظم نتاج في التراث العربي ، وما زال شعراؤه وكتابة أساتذة للأجيال يتتلمذون لهم ويصقلون نتاجهم على أصولهم المتينة ، ويكفي أن نشير إلى أن العصر العباسي كان الرحم الخصب الذي أنجب كثيرا من الشعراء .
انتهى الموضوع ...
شكرا لكم