المقالة وانواع المقالة

ما هي المقالة

المقالة : هي قطعة إنشائية ذات طول معتدل تدور حول موضوع معين ، أو حول جزء منه تكتب بطريقة سهلة وسريعة ، تظهر فيها أحاسيس الكاتب وافكاره. وهناك من يضيف لها مقدمة ، ومتنا ونهاية . وهي تخضغ لبراعة الكاتب و افكاره. وقدرته على التأثير في القاري ؛ وإعطاء عمق لهذه الكتابة والبعد بها من السطحية ، فهي بذلك مرنة ، يستطيع كاتبها تشكيلها كيف يشاء .


العوامل المؤثرة في نشأة المقالة :

  1. الصداقة فقد نشأت المقالة مع نشأة الصحافة ، وتطورت بتطورها .
  2. ازدياد الوعي في البلاد العربية فالشغلة الفكرية هي التي حملت المقالة وطورتها وقدمتها ونوعتها.
  3. كثرة المجلات مثل : مجلة الأديب ، والهلال ، والمقتطفي ، ومجلة الرسالة وغيرها .

انواع المقالة

للمقالة أنواع متعددة ، وما يعنينا نوعان :

1.المقالة الأدبية:
 هي التي تدرس شخصية ، أوظاهرة أو اتجاها ، أو أثرا فنيا الأديب .

2.المقالة النقدية: 
 هي التي تحدد قيمة ، أو تشرح مبدأ من مبادي النقد ، أو تطبقه على الدواوين الشعرية. وما يهمنا من أنواع المقالة هنا هي المقالة الأدبية .فالمقالة الأدبية هي شكل من أشكال المقالة ، وهي تعالج موضوعا أدبيا ، ونيا ، فضلا عن إبراز القيم الجمالية والفنية للموضوع أو مطابقة الوصف للواقع ؛ إذ يكون التركيز في الخيال بشكل أكبر ،

خصائصها :

  1. مراعاة عنصر الخيال ، والتشبيه ، والتصوير الأدبي.
  2. العمق بالافكار وتكوينها بشكل واضح .
  3. ملاءمة لغة الكتابة للموضوع .
  4. مراعاة التسلل والترتيب للأفكار .

التقيد بعدد كلمات ، أو صفحات معينة ؛ ليتم نشرها بالصحف ، أو المجلات وتتكون المقالة الأدبية: من مقدمة وهي مدخل تمهيدي للموضوع الذي سيعرض ، والعرض ، والخاتمة : وهي ملخص الموضوع الذي عرضه الكاي . ومن أهم رواد المقالة في العصر الحديث : مصطفى صادق الرافعي ، وإبراهيم صالح شكر ، وفهمي المدرس ، ومصطفى لطفي المنفلوطي ، وطه حسين ، والعقاد ، وأحمد حسن الزيات و غيرهم.


ويمكنكَ ايضاً الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالادب والاستفادة منه.

فهمي المدرس

ولد فهمي المدرس عام ۱۸۷۳ م وتوفي عام 1944 م . قضى خمسة عشر عاما أستاذا في الجامعة العمانية بإسطنبول ، ودرس فيها الحقوق الإسلامية ، وتاريخ الأداب العربية وقد أخذ دروس العلم عن علماء بغداد وفقهائها ، وأخذ فنون الأدب ، والخط العربي عن محمود شكري الألوسي . ومن أهم مؤلفاته تاریخ ادبیات العربية باللغة التركية ، في جزأين . ومقالات سياسية تاريخية اجتماعية وله مجموعة من القصائد الشعرية المنوعة نشرت في مجلات عراقية منها قصائد نشرت في كتاب ( مقالات فهمي المدرس ) الذي طبع في مطبعة أسعد في بغداد عام ۱۹۷۰ م.
وتمتاز مقالات فهمى المدرس بالثراء الفكري ، نتيجة لثقافته الواسعة ، والصدق لأنه لديك الا فيما يؤمن به وجاءت بأسلوب واضح سهل لا تعقيد فقيه ، ولا تكلف ، أناقة الألفاظ وتناسقها وانسجام ترکیبها ، وغلبة الاقتباس ، والتضمين عليها في الاستشهاد بالآيات القرآنية ، وأبيات من الشعر أو الأمثال الشعبية.

مقالة لفهمي المدرس بعنوان ( يا أولى الألباب) 

والعراقي أول المبدعين والمخترعين ، وهو الذي فاجأ العالم بالساعة العجيبة المتحركة بالماء ، التي أهداها هارون الرشيد إلى شارلمان ملك فرانسة و إمبراطور الغرب قبل 1167 عاما ، فوقعت لديه ولدي سائر الغربيين موقع الدهشة والاستغراب مع غيرها من نوادر الصنعة ، وعجائب الفن التي حلت من لدنه محل الغبطة ، والعناية يوم كان العراق يتمتع بحرية العلم ، والعمل . يوم كان محط الرحال لقصاد العلم من مشارق الأرض، ومغاربها. واما ماضيه المنحدر من صلب ( حمورابي ) إلى عهد (الرشيد ) ، فتلك آثار ماثلة في المتاحف ، راسخة في مفكرة علماء الآثار مثبتة في تاريخ العلوم، والفنون ، والصنايع من بعض الكنوز المستخرجة من ( اور ) ، و ( نينوى ) ، (وبابل) ومن جملتها النحت ، والتنزيل ، والتلوين الثابت على مر الدهور ، وفن الهندسة التي اقتبسها الغرب. والعراق مهد الحضارات ، ومنها حضارة السومريين التي سبقت مدنيات الأمم بكثير ، فازدهرت بالفنون الراقية ، وأساليب التجارة القومية قبل حكم الفراعنة في وادي النيل والسومريون اقدم شعب عرفة التاريخ بنظامه الاجتماعي ، وبقايا الأطلال تمثل ثقافات متعاقبة امتازات بملوكها، وکهانها وأديانها ، وقوانينها ، وأما بغداد فقد كانت ينبوعا ينفجر منه العلم ، والحكمة والنور في العصور المظلمة. وأشهر مدينة في الشرق ، ومن معاهدها (المدرسة النظامية) التي بناها ( نظام الملك قوام الدين الطوسي ) ، وفتحها سنة459 هجرية قبل جامعة کمبریج واوقسفورد، والسوربون وقبل جامعة بولونيا ، وجامعة ساليرنو الطليانية التي هي أقدم جامعة في أوربا.
ذلك غابر العراق في مختلف الأدوار ، وهذا حاضرة المغلوب فيه على امره مهما حاول التدليل على قابليته للنهوض ، والماضي قوة يستمد منها الحال ، والحال ، قوة المستقبل ،ومن لا حال له لا استقبال له « ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمي وأضل سبيلا».


انتهى الموضوع ...
 شكرا لكم