مصطفى النحاس وعصره

مصطفى النحاس وعصره

مصطفى النحاس ،،، كان زعيم مصر على مدى الربع الثاني من القرن العشرين ، من أغسطس ۱۹۲۷ عندما خلف سعد زغلول في رئاسة « الوفد المصری ، تنظیم ثورة١٩١٩والحركة الوطنية والديمقراطية ، وذلك حتى ثورة يوليه ۱۹٥۲ .
وصفه مكرم عبيد مرة بقوله : « رجل مد إلى الأمام صدره كأنه يرى في عینی فكره عدوا يتحداه ولا يخشی خطره .. ، وهذه الصورة هي عين الانطباعة التي التقطها عنه السير مایلز لامبسون المندوب السامي البريطاني ، وأثبتها في مذكراته عن أول لقاء له به في حفل بدار المندوب السامي في ۱۹۳۰ ، رجل يمشي بصدره كأنه يتحدى . ونحن الذين تفتح إدراكنا السياسي في الأربعينيات ومع نهايات الحرب العالمية الثانية في ١٩٤٥ أدركناه زعيما غير منازع أو شبه غير منازع ، وهو يقف صنوا وندا لأعلى رأس رسمي في البلاد ، الملك فاروق ، وكانت لا تزال فيه بقية من صمود وتحد ، ختم بها حياته السياسية بإلغاء المعاهدة المصرية البريطانية المعقودة في ۱۹۳۹ .

ولادتهِ

هو مصطفى ابن الشيخ محمد ابن الشيخ سالم النحاس ، ولد في ١٥ يونيه ۱۸۷۹ قبيل الاحتلال البريطاني لمصر في ۱۸۸۲ وشب وعاش في عهد الاحتلال ، وولد في بلدة سمنود وهي مدينة صغيرة من أعمال محافظة الغربية في وسط الدلتا إلى الشمال الشرقي ، يقال إنه لم يكن يزيد سكانها على اثنی عشر ألفا ، منهم خمسمائة قبطى وعشرون أجنبيا . وولد لأب تاجر أخشاب متوسط الحال ، وكان مصطفی واحدا من سبعة إخوة ومن ستة أشقاء منهم ، وفي الأشقاء أخت واحدة .

تعلمهِ

تعلم في الكتاب مادة الكتاتيب ، حفظ القرآن وتعلم الكتابة والحساب ، ثم دفعه أبوه صبيا إلى مكتب البرق في المدينة ليكتسب هذه المهنة ، وأغرى ذكاؤه أحد كبراء البلدة أن يقنع أباه بأن يسلكه في تعليم المدارس ، وأن يسعى ليدخله مدرسة الناصرية » بالقاهرة ، القسم الداخلي ، وهي مدرسة أبناء الذوات ، كما أكسبه تفوقه في التعليم مجانية التعليم ، فجاز من المدرسة الناصرية إلى المدرسة الخديوية الثانوية إلى مدرسة الحقوق ، وتخرج فيها عام ، وكان ترتيبه الأول على خريجي هذه السنة .

وظائف الذي عمل بهِ 

اشتغل بالمحاماة في المنصورة ثلاث سنوات ، ثم عين قاضيا ، وأمضى في قنا وأسوان بالصعيد ست سنوات ، ثم نقل إلى ميت غمر جنوبي المنصورة ، ثم قاضیا بمحكمة عابدين بالقاهرة ، ثم رئيس دائرة بمحكمة طنطا . ثم أخرج من القضاء الاشتغاله بالثورة لما شبت في ۱۹۱۹ ، بمدة كلية في القضاء خمسة عشر عاما قضاها من يناير ١٩٠٤ إلى يوليه ۱۹۱۹ ، وكان أعزب يسكن في حي شبرا مع أخته يكفل أولادها .

اتصالهِ بالحزب

اتصل بالحزب الوطني وكان عضوا نشيطا بنادى المدارس العليا الذي أنشئ في ۱۹۰۰ ، وقيل إنه صار وكيلا للنادي ، ولكن من كتبوا عنه أثناء حياته لم يريدوا أن يعنوا كثيرا بهذه الفترة ولا بصلته المبكرة بالحزب الوطني ، نظرا للخصومة السياسية التي قامت من بعد بين رجال الحزب الوطني وبين الوفد ، والنحاس في العشرينيات إلى الأربعينيات من عمره ، ، قبل الحرب الأولى وأثناءها كان على اتصال بمجموعات من أهل جيله السياسيين للنظر في مستقبل مصر .

تحركاتهِ 

وبدأوا بعد الحرب يتحركون ويتصلون بكبار الشخصيات وعلى رأسهم سعد زغلول ، ويبدو أنه كان لهؤلاء شبكة اتصالات منظمة عرفوا بها أن وفدا يتشكل يزمع السفر للخارج لعرض قضية استقلال مصر على المنتديات الدولية ، وعرفوا أن اجتماعات سعد وأصحابه التشكيل هذا الوفد تتابعها عيون الحكم البريطاني وأن اجتماعاتهم السرية في بيت سعد تراقب ، وأبلغت هذه المجموعات سعدا وأصحابه بذلك .

وبعد أن تشكل الوفد في ۱۹۱۸ ضم سعد إلى الوفد من هذا الشباب مصطفی النحاس وحافظ عفيفي ، ثم عين سعد مصطفى النحاس سكرتيرا عاما للوفد .

عمرهِ

وكان عمر مصطفى النحاس منذ ولد في ۱۸۷۹ حتى ابتعد عن السياسة كلية في ۱۹۰۳ ، هو عمر الاحتلال البريطاني في مصر ، من أول مادخلها العسكر البريطانية في ۱۸۸۲ حتى غادرها آخر جندي بريطاني في ١٩٥٦ ، بفارق ثلاث سنوات في كل من البداية والنهاية .

وتاريخ مصر في عهد الاحتلال البريطاني يمكن أن ينقسم إلى مرحتلين متميز تین ، تفرق بينهما ثورة ۱۹۱۹ .


قد تعجبك ايضاً :
انتهى الموضوع ...
شكراً لكم