أُسلوبُ التَّعجب للصف السادس الاعدادي

أُسلوبُ التَّعجب للصف السادس الاعدادي

عزيزي الطَّالَبَ التَّعجُبُ حالة نفسية تنتاب كلَّ واحدٍ منَّا في مواقف مختلفة مِنْ حياتنا، وما مِنْ إنسان لا يمرُّ بها ، ويُعبر عنها الإنسان بحركاتٍ جسمية معينةٍ تُبيِّن حالة الاندهاش، أو يُعبِّرُ عنها بكلمات وتراكيب، فالتعجب حالة انفعال نفسي تُصيب الإنسان عندما يستعظم أمرًا أو يستطرفُهُ أو يُنكِرُهُ لغرابته.

فائدة

تعلمت في مراحل دراسية سابقة علامات التَّرقيم ، وعَرَفْتَ أَنَّ الجملةَ التَّعجُبِيةَ تُوضَعُ في آخرها علامةٌ للتَّعجب هي (!).


وللتعجب طريقتان :

الأولى: الطريقة السماعيَّة، أي يتحقق التعجب بعبارات وجُمَلٍ ومفردات موروثة عن العرب الفصحاء، ومنها قولهم: (للهِ دَرُّكَ)، وهي عبارة تعجب ومدح، أي الله ما . وما قُمْتَ به من عمل، ولفظ الجلالة المجرور باللام في محلّ رفع خبر مقدم وما بعده مبتدأ، ويتحقق التَّعَجُبُ السَّماعِيُّ بالمصدر (سبحانَ) الذي يُعرَبُ مفعولًا مطلقًا، كقوله تعالى: (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا)) (الاسراء: ۹۳)، ومنها التَّعَجُبُ على طريقة الاستغاثة، كما وَرَدَ في نصّ المطالعة: (يا للداهية!) باستعمال حرفِ النداء (يا) الذي أفاد معنى التَّعَجُّب وبعدَهُ الاسمُ المُتَعَجَّبُ مِنهُ مسبوقًا ب(لام) مفتوحةٍ تُسمَّى لامَ التَّعجب كما ترى في المثالِ، ومثلُهُ: يالك فارسًا، وياللعجب ! ومنها الاستفهام المجازي الذي يخرجُ الى معنى التَّعَجُبِ وهو يُفهَمُ من سياق الكلام، كقوله تعالى: ((كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة: ۲۸) وقال تعالى على لسان زوج إبراهيم (عليه السَّلام) متعجبةً من بشارةِ اللَّهِ لَها بإسحاقَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)) (هود: (۷۲).

والطريقة الثانية: هي الطريقة القياسية التي تتحقق بصيغتين وهما: (ما أَفْعَلَهُ) و(أَفْعِلْ) (بِهِ أي إننا يُمكِنُ أنْ نشتق هاتين الصيغتين من الفعل الذي تتوافر فيه شروط اشتقاقهما.


وتتألف هاتان الصيغتان من الآتي:

۱ - صيغة (ما أَفْعَلَهُ) وتتألفُ مِنْ ما التَّعجبية التي تُعرَبُ مبتدأ في محلّ رفع، وهي مبنية على السُّكون، و(أَفْعَلَ) وهو فعلُ التَّعجُبِ الذي يُعْرَبُ: فعلًا ماضيا مبنيًّا على الفتح، وفاعله دائمًا ضمير مستتر وجوبًا يُقدَّر بـ(هو)، و(الهاء) وهو يُمثلُ المتعجب منه ويُعرَبُ مفعولاً بِهِ كَمَا وَرَدَ في النصّ: (ما أَعْظَمَها!) وكقولنا: (ما أَجْمَلَ الرَّبيعَ!)، و(ما أَحْسَنَ الْفَضيلَةَ!) وغيرها.

۲- صيغة (أفْعِلْ بِهِ) وتتألف من الفعل (أَفْعِلْ)، وهو فعلُ التَّعجُّبِ الذي هو فعل ماضٍ جاءَ على صيغة فعل الأمر ويكون دائمًا مبنيًا على السكون، و(الباء) وهو حرفُ جر زائد، و(الهاء) وهو المُتعجَّبُ منه، ويُمثَّلُ فاعل الفعل فهو دومًا مجرور لفظًا بالحرف الزائد الباء مرفوع محلا ، كما جاء في نص المطالعة (أَكْرِمْ بِهِم!).


ولا بدَّ من توافر شروط لاشتقاق فعلِ التَّعجُبِ في هاتين الصيغتين، أنْ يكونَ

 ١ - ثلاثيًا فلا يشتق من غير الثلاثي).
٢ - تاماً فلا يشتق من الفعل الناقص ككان وأخواتها).
٣- متصرفا فلا يشتقُ من الفعلِ الجامدِ الذي يلتزم صيغةً واحدةً).
٤ - مثبتًا فلا يشتقُ مِنَ الفعل المنفي).
ه - مبنيًا للمعلوم فلا يشتقُ من الفعل المبني للمجهول).
٦ - قابلا للتفاوتِ والتفاضل فلا يشتقُ من الفعل الذي لا تفاضل فيه، ك(غَرِقَ، وَمَاتَ، وهَلَكَ، وفَنِي) وغير ذلك.
٧- ليس الوصف منه على وزن (أَفْعَل - فَعْلاء) أي لا يدلُّ على 
 لَوْنٍ أو عيب أو جليةٍ. مثال الفعل الجامع للشروط: 
(جَمُلَ) فنقول: (ما أَجْمَل الربيع!)، و (أَجْمِلُ بالرَّبيع). الاشتقاق فيتعجب منه بوساطة المصدر المؤوّلِ وهو (أن والفعل المضارع) أو (ما المصدرية والفعل الماضي أو المصدر الصريح، فإذا كانَ الفعلُ غير ثلاثي، مثل (ازدحم) فهو فعل خماسي مزيد فنتوصل إلى التَّعجبِ منه باستعمال فعل مناسب قابل للصياغة على وزني فعل التعجب (ما أفعل، وأفعل به، مثل (ما أشدَّ) 
أو أَشْدِدْ به أو أي فعل آخر مناسب، ثم نأتي بعد ذلك بمصدر 
 الفعل صريحًا، وهو (ازدحام)  ندغمُ نونَ (أن) أو بالمصدر المؤول وهو أن یزدحم فنقول: ما أشدَّ ازدحام الشارع، واجبَهُ!). أو أشدد بازدحام الشارع!، أو ما أشدَّ أنْ يزدحم الشارع!، أو أَشْدِدْ بأنْ يزدحم الشارع!.

فائدة

الصفةُ المُشبَّهةُ تُشْتَقُ على وزن (أَفْعَل) للمذكر، و(فَعْلاء) للمؤنث للدلالة على لون، مثل: (أَحْمَر حَمْرَاء)، أو عيب، مثل (أَعْرَج عَرْجَاء أَحْدَبٍ حَدْباء، أَحْمَقَ حَمْقَاء، أَبْلَه بلهاء... وغيرها) أو حِلْيَةٍ مثل: (أَكْحَل كَحْلاء، أَمَّا الفعلُ الذي لا تتوافر فيه شروط أحْوَر حَوْرَاء... وغيرها). والفعلُ الذي تُشْتَقُ منه الصفة هذه لا يُشْتَقُ منه فعلُ التَّعَجُب.

فائدة

لا يُتَعَجَّبُ مِنَ الْفِعْلِ الجَامِدِ أبدًا بوساطة أو من دون وساطة

فائدة

إذا كان الفعلُ منفيًا بـ(لا) حين نتعجَّبُ منه بطريقة المصدر المؤوّل (أن والفعل المضارع) بلام حرف النفي (لا) مثل (لا  يهمل الطالب واجبه) نقول: (ما أَجْمَلَ أَلَّا يُهمِلَ الطالب واجبَهُ ) وأَجْمِلْ (بِأَلَّا يُهْمِلَ الطالب) .


ومثال الفعل المنفي: (لا يشتم المؤمنُ أخاه فنقول: ما أجمل ألَّا يشتم المؤمنُ أخاذ، أو أجْمِلْ بالا يشتم المؤمنُ أخاه ! ، وغير ذلك. ومثال الفعل الناقص قولنا: (كَانَ النجاح رائعًا) نقولُ : ما أَجْمَل كونَ النجاح رائعًا! ، ومَا أَجْمَلَ مَا كَانَ النجاحُ رائعًا! ومثال الفعل المبني للمجهول كما إذا قلنا: (يُصامُ (رمضان) نقول: ما أَرْوَعَ أَنْ يُصامَ رَمَضَانُ، وَمَا أَرْوَعَ صَوْمَ رَمَضَانَ. ومثال الفعل الذي يكون الوصفُ منه على وزن (أفعل فعلاء) مثل: زَرقَتِ السماءُ نقول: ما أشدَّ زُرْقَةَ السَّمَاءِ، وَأَشْدِدْ بِزُرْقَةِ السَّمَاءِ!، ونقولُ في حَمُقَ الرَّجُلُ ما أَقْبَحَ حُمْقَ الرَّجُلِ، وَأَقْبِحْ بِحُمْقِهِ!... الخ.