أخر الاخبار

اداة النفي (ليس)

اداة النفي (ليس)


ليس فعل ماض ناقص جامد يفيدُ النَّفي، يختص بالدخول على الجملة الاسمية، وله تأثيران (معنوي) و(إعرابي)
 

أولا: التأثير المعنوي:

تنفي (لَيْسَ) انصاف اسمها بخبرها، كقولنا: (ليس المقاتل جبانا)، وقول المتنبي
وَلَيْسَ حَيَاء الوجه في الذُّنْبِ شيمة
                           ولكِنَّهُ مِن شيمة الأسد الورد

ثانيا: التأثير الإعرابي

تعمل (لَيْسَ عَمَلَ (كَانَ)، فَتَرفَعُ المبتدأ اسما لها، وتنصب الخبر خبرًا لها ولاسمها حالتان الأولى: اسمٌ ظاهر مثلما تقدم، ويجوز لتوكيد النفي، إذا كان نكرة، فيكون أن يُجر بحرف الجر الزَّائدِ (مِنْ)؛ اسمها مجرورًا لفظا مرفوعًا ،محلا كقولنا: (ليس في المصنع من عامل)

فائدة

ما يُعْرَبُ (زائدا من الحروف، لا يعني تجرده من أي معنى، فالزَّائد في قواعد اللغة العربية لا يزاد اعتباطا، وإنَّما يُؤْثى به ليؤدِّي غرضا معينا، وهو توكيد المعنى وتقويته، وإنما سمي (زاندا)؛ لأنه يمكن حدقة من دون أن يؤثر ذلك في المعنى الأساسي للجملة ومن أمثلة ذلك: (الباء) الرائدة في خبر (لين)


والثانية (ضمير) إما بارز، كقوله تعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنَا) (النساء:٩٤)، فالتاء في (لست) ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ليس.
وإما مستتر كقول قيس بن الملوح
 عَلَى أَنْ قُرْبَ الدَّارِ لَيْسَ بِنَافِعٍ
                    إذا كانَ مَنْ شيرَاهُ لَيْسَ بِذِي وُدْ
قاسم (ليس) ضمير مستتر تقديره (هو) .




أما خبرها فله ثلاث حالات

الأولى: مفرد مثلما تقدم، ويجوز أن يُجر بالباء الزائدة لتوكيد النفي، فيكون الخبر مجرورا لفظا منصوبا محلا، كقولنا: (ليس الإرهاب بمنتصر)، 
وقوله تعالى: (قُلْ لسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (الأنعام:(٦٦)، فالباء حرف جرّ زائد لتوكيد النفي، و(منتصر) و (وکيل) خبر (ليس) مجرور لفظا منصوب محلا.

والثانية: جملة، كقول الشاعر:
حَنِيْنَّ إِلَى الْأُوطَانِ لَيْسَ يَزُولُ
                    وَقَلبٌ عَنِ الْأَشْوَاقِ لَيْسَ يَحول
فالجملتان الفعليتان يزول، ويحول) في محلّ نصب خيرًا لـ (ليس).
والثالثة: شبه جملة (جار ومجرور أو ظرف)، كقول أبي تمام
لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَكَا عِلْتَهُ
              مَنْ شَكا ظُلْمَ حَبِيْبٍ ظَلَما
وقول ناصيف اليازجي
لعَمْرُكَ لَيْسَ فَوْقَ الْأَرْضِ بَاقِ 
                     ولا مِمَّا قَضَاهُ اللَّهُ وَاقِ
فشبه الجملة، الجار والمجرور (منا)، والظرف (فوق) في محل نصب خبرًا لـ (لين) وقد انمازت (لين) بخصيصتين إحداهما أنها تبقى عاملة إِذا تَقَدَّمَ حَبرُها على اسمها، كقول أبي فراس الحمداني
 لَيْسَ جُوْدًا عَطِيَّةٌ بِسْوَالِ
                 قَدْ يَهْزُ السُّوَالَ غَيرَ الجَوادِ
والأخرى أنَّها تبقى عاملة إذا انتقض نفيها بـ (إلا)، كقول أبي هلال العسكري
خَلِيْلَيَّ لَيْسَ النُّخْرُ إِلَّا صَنِيعَة
                    ولا صنع إلا أن تكون الدراهم
انظر عزيزي الطالب أنَّ (لَيْسَ بَقِيَتْ عاملةً فرفعت المبتدأ اسما لها ونصبتِ الخبر خبرًا لها على الرَّغم من تقدُّم خبرها (جُوْدًا) على اسمها (عَطِيَّةٌ) في البيت الأول، وانتقاض نَفْيِها بـ (إلّا) في البيت الثاني.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-