ما النافية وانواعها للصف السادس الاعدادي

ما النافية وانواعها

ما : حرف نفي تدخل على الجمل الفعلية والاسمية، ويختلف زمنها  وعملها بِحَسَب ما يأتي:

١- إذا دَخَلَتْ على جملةٍ فعليَّةٍ 

فَإِنَّها تكون نافية غير عاملة من الناحية الإعرابية، والفعل بعدها إما ماض وإما مضارع، فَإِنْ كَانَ ماضيًا نَفَتْ حدوثه في الزمن الماضي، كقولنا: (ما لوثْتُ البينة)
وقول معروف الرصافي
لقِيْتُها لَيْتَنِي مَا كُنتُ أَلْقَاهَا
                 تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإِمْلاقَ مَمْشَاهَا
وإن كان مضارعًا نَفَتْ حدوثه في الزمن الحاضر، كقولنا : ما أَتَنمَّرُ على أَحَدٍ)،
وقول المتنبي:
وَكُلُّ أَنابِيْبِ الْقَنَا مَدَدٌ لَهُ
              وَما يَنكُتُ الفُرْسَانَ إِلَّا العَوامِلُ

فائدة

 تُسمى اللامُ في قولنا: (لَقَدْ سَافَرَ لام القسم المحذوف)، وهي تفيذ التوكيد ولا يجوز أن تدخل على فعل ماض إلا بوجود (قَدْ) قبل الفعل، فهي تُقرِّبُ زمنه من الحال؛ لذلك حين تنفي هذه الجملة المؤكدة باللام و(قَدْ) نستعمل أداةَ النَّفي (ما) مسبوقة بقسم، فنقول: (واللهِ مَا سافر)

۲- إذا دَخَلَتْ على جملة اسمية فهي لنفي الحال، وتأتي على نوعين:

أ- عاملةً عَمَل (لَيْسَ)، وتُسمَّى (ما الحجازية)، نسبةً إلى أهل (الحجاز) الَّذِينَ يُعملونها عمَلَ (لَيْسَ)؛ لأنَّها تُشبهها في المعنى، تنفي اتصاف اسمها بخبرها، فترفع المبتدأ اسما لها وتنصب الخبر خبرًا لها، إذا توافر شرطان هما: الا ينتقض نفيها بـ (إلَّا)، والا يتقدم خبرُها على اسمها، ومن أمثلة تحقق شرطي إعمالها، قوله تعالى: ( مَا هَذَا بَشَرًا) (يوسف: ۳۱) فيُعْرَبُ (هذا) اسمًا لها مرفوعًا، و بَشَرًا) خبرًا لها منصوبًا.

ومثله قول المتنبي:
وما الحُسنُ في وَجهِ الفَتى شَرَفًا لَهُ 
                              إذا لم يَكُن فِي فِعَلِهِ وَالخَلائِقِ

وقد يكون خبرها شبة جملة، كقوله تعالى: (وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) (التوبة: ٥٦)، ومثله قول أحمد شوقي:
وَمَا نَيلُ المَطالِبِ بِالتَّمَنِّي
                وَلَكِن تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلابًا
ويجوز دخول حرف الجر الزَّائدِ (الباء) على خبرها المفرد غير المنتقض بـ (إِلَّا) لغرض التوكيد، فيكون الخبر مجرورًا لفظا منصويًا محلا كقوله تعالى : ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (فصلت: ٤٦)، 
ومثله قول المتنبي:
 وما مَنزِلُ اللذاتِ عِندِي بِمَنزِل
                            إِذَا لَم أُبَجِّل عِندَهُ وَأُكَرَّم
فيُعرب (بظلَّامٍ) و (بمنزل) خبرين لـ (ما) مجرورين لفظا منصوبين محلا.

ب- غير عاملة، وتُسمى (نافيةً) مُهْمَلَةً: إذا اختل واحدٌ منَ الشَّرطينِ المذكورين في (أ)، فيُعْرَبُ ما بعدها مبتدأ وخبرًا)، ولو وازنت - عزيزي الطالب - بين قوله تعالى: (مَا هَذَا بَشَرًا) (يوسف: (۳۱)، وقوله تعالى: ( ما هَذَا إِلَّا بَشَرٌ) (المؤمنون: ٢٤)، لتبين لك الفرق بينَ (ما) النَّافِيةِ العَامِلَةِ عَمَلَ (لَيْسَ)، و (ما) النَّافِيَةِ غير العاملة، فَهَلْ تَستطيعُ ذِكْرَ السَّبَبِ في عدم إعمال هذه الأخيرة ؟ وكذلك عدم إعمالها في قول الإمام علي (عليه السلام): لَعَمَرُكَ مَا الْإِنسَانُ إِلَّا بِدينِهِ فَلَا تَترُكِ التَّقْوَى إِنَّكَالًا عَلَى النَّسَبِ تأتي (لام) مكسورةً بعد (ما) أو (لَمْ) النافيتين الداخلتين على كون منفي مَا كانَ) أو لَمْ) يكن)، فتفيدُ معنى التوكيد ، وتُسمَّى (لام الجحود) ، وتكون سببًا لنصب الفعل المضارع بعدها، كقولنا: (ما كُنْتُ لأعتدي على الآخرينَ)، فاللام لام الجحود لتوكيد النَّفي، والفعل المضارع (أعتدي) منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
ومثلُهُ قولُ الشَّافعي:
وَلَا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي
                     فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
فَقَدْ أُهْمِلَتْ (ما) في قول الإمام علي لنقضها بـ (إلّا) في حين أنها اهملت في قول الشافعي لتقدم خبرها الجار والمجرور لحوادِث) على اسمها (بَقَاءُ).

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-