أسلوب التمني والترجي
لو عُدْتَ إلى نَصّ المُطالعة لوجدت الجُمَلة الآتية ( لَيْتَ هذه الحادثة مَنَحتُهُ العِبرة)، مُعبِّرةً عَنْ مَعنى خاص هو التَّمني، والثَّمني هُوَ طَلَبُ شيء محبوب يبعد تحقيقه، أَوْ لَا يُرجَى حصوله. لاحظ أنّ هذه الجُملة احتوت عَلى إحْدَى أخوات (إِنَّ) وهِيَ (لَيْتَ)، وَعِنْدَ دراستِكَ مَوْضوعَ (إِنَّ) وأَخَوَاتِها في الصُّفوفِ السَّابِقَةِ عَرَفْتَ أَنَّ (لَيْتَ) تُفيدُ الثمني.
لَيتَ الزَّمَانَ لَنا يَعودُ بِيُسرِهِ
إِنَّ اليَسِيرَ بِذَا الزَّمَانِ عَسِيرُ
وقد يخرجُ الاستفهام إلى معنى التَّمني كَمَا في قوله تعالى: « فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِن سَبِيلٌ» (غافر: ۱۱).
الجوائز)، تجد فيها (لعلّ) التي هِيَ أَيْضًا مِنْ أخوات (إِنَّ) وتُفيدُ معنى التَّربِّي، والترجي هُوَ طَلَبُ أمرٍ محبوب مُمْكِنٍ أو مُتوقع حصوله، ومثله جملة العلَّ الحادثة المُهمة التي تركت في نفسه أثرًا كبيرًا).
و يؤدى معنى التَّرجي أيضًا بـ(عَسَى) وهُو فِعْل ماض ناقص جامِدٌ مبني الفَتْحِ المُقَدَّرِ على الألفِ، وتعملُ (عَسَى) عمل (كان)، إذا جاء بعدها اسمٌ مرفوع يعرب اسما لها يأتي بعدها فعل مضارع إما أن يكون مسبوقا بـ(أن)، أو غير مسبوق بها، كقوله تعالى: «وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيَ أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ» (القصص: ۲۲)، ومثله الجملة الواردة في النَّصّ ( عسى الصُّورِةُ الَّتي يعرفُها النَّاس عنه أن تتغيَّر).
وقد يخرجُ الاستفهام إلى معنى التَّمني كَمَا في قوله تعالى: « فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِن سَبِيلٌ» (غافر: ۱۱).
فائدة
(إنَّ) وأخواتُها مِنْ نواسخ الابتداء تعمل في جُملة المُبتدأ والخَبَرِ، فَتَنْصِبُ المُبتداً اسمًا لها، وترفعُ الخَبَرَ خبرًا لها.فائدة
قَدْ تَدخِلُ أَداةُ النَّداءِ (يا) عَلَى حَرْفٍ التمني (لَيْتَ) فتُفيدُ التَّنبية، كقوله تعالى: «يا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ» (القصص: ۷۹).فائدة
تتصل ضمائرُ النَّصبِ (الياءُ) والكافُ والهاءُ) بـ( لَيْتَ ولَعَلَّ) فتُعربُ اسمًا لها في محلَّ نَصْبٍ.كذلِكَ قَدْ تَخْرُجُ (لَوْ) الَّتِي هِيَ حَرْفُ امتناع لامتناع إلى معنى التَّمني، كقوله تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا» (البقرة: ١٦٧). وقد لا تحتاجُ (لو) في هذه الحال إلى جوابها، فنقولُ: (لَوْ يَعُوْدُ البَاغِي إِلى رُشْدِهِ).
عُدْ إِلَى النَّص واقرأ الجملة الآتية: (لعلَّ جائزة نوبل للآدابِ تُمثْلُ واحدةً مِنْ أهم
الجوائز)، تجد فيها (لعلّ) التي هِيَ أَيْضًا مِنْ أخوات (إِنَّ) وتُفيدُ معنى التَّربِّي، والترجي هُوَ طَلَبُ أمرٍ محبوب مُمْكِنٍ أو مُتوقع حصوله، ومثله جملة العلَّ الحادثة المُهمة التي تركت في نفسه أثرًا كبيرًا).
و يؤدى معنى التَّرجي أيضًا بـ(عَسَى) وهُو فِعْل ماض ناقص جامِدٌ مبني الفَتْحِ المُقَدَّرِ على الألفِ، وتعملُ (عَسَى) عمل (كان)، إذا جاء بعدها اسمٌ مرفوع يعرب اسما لها يأتي بعدها فعل مضارع إما أن يكون مسبوقا بـ(أن)، أو غير مسبوق بها، كقوله تعالى: «وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيَ أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ» (القصص: ۲۲)، ومثله الجملة الواردة في النَّصّ ( عسى الصُّورِةُ الَّتي يعرفُها النَّاس عنه أن تتغيَّر).
فائدة
قَدْ تَأْتِي عَسَى تامَّةً، وَذَلِكَ حِيْنَ يَأْتِي بَعْدَها فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَسبوق بـ (أن) المصدريَّة، فيكونُ في هذه يعرب اسمًا لها، يأتي بعده فعل مضارع الحال المصدر المؤوَّلُ فاعلا لها، مِثْلُ: (عسى أ أن يجد طريقةً).