أسلوب الاستفهام للصف السادس الاعدادي

اسلوب الاستفهام للصف السادس الاعدادي


عزيزي الطَّالب لو عُدْتَ إلى دَرس المطالعة وجَدْتَ جُمَلًا تتضمَّنُ أُسلوبًا من أساليب الطَّلب، هي (مَنْ أَمَرَ بِبَنائِها؟)، (أَيْنَ تَقَعُ ؟) ، (مَتَى أُسِّسَتْ ؟)، (كَيْفَ بُنِيَتْ ؟). يُسمَّى هذا الأسلوب في العربيَّة ( أسلوب الاستفهام) ، وهو مِنَ الأساليب الطَّلَبِيَّةِ، يُطْلَبُ به العِلْمُ بشيء مجهول في الذهن عِنْدَ الطَّلبِ، كقولك: (هَلْ لَدِيكَ قَلَمْ؟). وتُسمَّى الجملة التي تتضمَّنُ هذا الطَّلبَ جُملة استفهاميَّةً ، وهي التي تبدأ بأداة من أدواتِ الاستفهام، هي: الهمزةُ ، هَلْ ، مَنْ ، مَا ، مَتَى ، أَيَّانَ ، أَيْنَ ، أَنَّى ، كَيْفَ ، كَمْ ، أَي). والاستفهام من حيث المعنى والغَرَض نوعان: (حقيقي) و (مجازي):

أولا - الاستفهام الحقيقي

وهو الذي يحتاجُ إلى جواب، ويكون بإحدى أدوات الاستفهام المُتقدِّمةِ. وَيُقْسَمُ مِن حيثُ الجواب على قسمين: (تصديق) و (تصور).


أ - الاستفهام التصديقي: هو طلب معرفة النّسبة بين شيئينِ، ثُبُوتًا أو نفيًا، لذلك يكونُ الجواب عنه بـ (نعم) أو (لا) أو بغيرهما من أحرف الجواب، وله أداتان (الهمزة) و (هل)، كقوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقُّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي) (يونس:٥٣)، و(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالا) (الكهف:۱۰۳)، ومثله قولنا: (أَمْسافِرٌ غدًا؟)، و(هَلْ سافرت إلى بغداد؟).

ب - الاستفهامُ التَّصوري : هو طلب معرفة المفرد بتعيين مَا يُسْأَلُ عَنْه، لذلك يكونُ الجوابُ عَنْه بالتَّعيينِ، وليس بالنَّفي أو الإثباتِ، وأدواته (الهمزة) و(أسماء الاستفهام). فمن أمثلة استعمال (الهمزة) للتَّصوُّر، قولنا: أصِدْقًا قُلتَ أَمْ كَذِبًا ؟ فيكون الجواب بتعيين أحدهما (صِدْقًا) أو (كَذِبًا)، ومنه قول العرجي بِاللَّهِ يا ظَبَياتِ القَاعِ قُلْنَ لَنَا لَيْلاي مِنكُنَّ أَمْ لَيْلَى مِنَ البَشَرِ ؟

أمَّا أسماء الاستفهام فجميعها للتَّصور، كقولنا: (مَنْ أَكْرَمْتَ؟).
لاحظ - . عزيزي الطَّالِبَ - أنَّ أدوات الاستفهام تنقسمُ بِحَسب نوع الجواب على ثلاثة

أقسام:

  1. ما يُسْتَعْمَلُ للتَّصورِ مَرَّةً والتصديقِ مَرَّةً أخرى، وهو (الهمزة) وَحْدَها، كقولنا: أَقَامَ مُحَمَّدٌ؟) تصديق ، و ( أَقَامَ مُحَمَّدٌ أَمْ قَعَدَ ؟ ) تصورٌ . ويجب أن تأتي بعد الهمزة) في الاستفهام التَّصوُّري (أَمْ) المُعادلة (المُتَّصلة)، ونستطيع تحويل الاستفهام التَّصوُّري إلى استفهام تصديقي بحذفِ (أَمْ) وما بعدها. 
  2. ما يُسْتَعْمَلُ للتَّصديق فَقَلْ وهو (هل)، كقولنا هل اجتهدت في دراستك. - ما يُسْتَعْمَلُ للتَّصوُّر فَقَط ، و هو (أسماء) الاستفهام)، كقولنا : ( أَيْنَ تَقَعُ بحيرة ساوة ؟ ).

أدوات الاستفهام:

تُقْسَمُ أدوات الاستفهام بحسب نوع الأداة على قسمين: (أَحْرُف) و (أسماء). حرفا الاستفهام

الحروفُ كُلُّها لا محل لها مِنَ الإعراب، وللاستفهام حرفان (الهمزة) و (هل). هما متشابهان عندما يكون الاستفهام تصديقيًّا مثبتًا، كما في قولك: (أَبَعْدادُ جميلةً ؟) و (هَلْ بغداد جميلة ؟)، إذْ يُمكن استبدال (هل) بـ (الهمزة)، وبالعكس.

وتتميَّزُ (الهمزة) مِنْ هَلْ بخصائص أسلوبية، منها:

۱ - تَرِدُ (الهمزة) في الاستفهام التصديقي والتَّصوري ، أمَّا (هَلْ) فَتَرِدُ فِي التَّصديقي فَقَط، مثل: أَرَاكِبًا) حَضَرْتَ أمْ (ماشيًا؟، عندئذٍ لا يُمكن استبدال (هَلْ) بالهمزة؛ لأنَّ السَّائل يطلبُ التَّعيينَ، ولا يتحقق ذلك إلا بالهمزة، ويُشْتَرِطُ أَنْ يُذْكَرَ المُسْتَفْهَمُ عَنه بعد الهمزة مباشرةً ، ويكون له مُعادِلٌ مسبوق بـ (أَمْ) المُتصلة، وتُسمَّى (المُعادِلة)، وهي حرفُ عَطْفٍ، ويُعْرَبُ المُعادِلُ بعدها معطوفًا على المُسْتَفْهَم عنه قَبْلَها. ولا تَرِدُ أمْ المُعادلة) بعد (هَلْ) ، وإذا وردت فهي ليست مُتصلةً مُعادِلةً، بل مُنقطعةٌ ابتدائيَّةٌ أو بمعنى (بل)، كقوله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ) (الرعد: (١٦)

۲- تدخل الهمزة على الجملِ المُثْبَتَةِ والمنفيَّة، أمَّا (هَلْ) فتدخل على الجملِ المُثْبَتَةِ فقط، كقولنا: (أَلَمْ تَعْلَمْ ؟)، ومنه قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) (لقمان: ۲۰)، ومثله قول قيس بن الملوح: أَلَسْتَ وَعَدْتَنِي يَا قَلْبُ أَنِّي إِذَا مَا تَبْتُ عَنْ لَيْلَى تَتُوبُ ؟
ويكون الجواب عن الاستفهام المنفي بحرف الجواب (بلي)، إذا أردتَ إثبات المعنى، كقولنا: (أَلَمْ تُسافر إلى بغداد (؟)، فإذا أجبْتَ بـ (بلي)، كان المعنى (بلى سافرت)، أمَّا الجواب بـ (نعم) فمعناه (لم أُسافر).

٣- لـ (الهمزة) الصدارة في الكلام، فتسبق أحرُفَ العطفِ (الواو، ثُمَّ، الفاء)، كقول نازك الملائكة وَلِمَاذَا نَبْقَى هُنَا؟ أَوَلَمْ نَشْبَعْ وَنَضْجَرُ ونرو دُوْنَ انْتِهَاءِ؟ أَمَّا (هَلْ) فتأتي بعد أحرُفِ العَطف، كقول أبي العلاء المعري لَقَدْ صَدِئَتْ أَفْهَامُ قَومٍ فَهَلْ لَهَا صِقَال؟ وَيَحتاجُ الحُسامُ إِلى الصَّقْلِ

٤ - يقعُ المُسْتَفْهَمُ عنه بعد الهمزة) مُباشرةً ، ولا يُشْتَرطُ ذلكَ مَعَ هَلْ)، كقولنا: (أروايةً قرأتَ أمْ قِصَّةً؟) ولا يجوز تأخيرُ المُسْتَفْهم عنه هنا، أمَّا في (هَلْ) فيجوزُ، كقولنا 
(هَلْ أَكْرَمْتَ المرأةَ ؟).

٥- جَوَازُ حذف (الهمزة) لوجود قرينة تدلُّ عليها ، لفظيَّةٍ كَأَمِ المُعادلة، مثل:
الرُّصافَةِ ذَهَبْتَ أمْ إلى الكرخ ؟ والتَّقديرُ : أ إلى الرصافة ؟ وقولِ عُمَرَ بن ربيعة:
فَوَ اللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنْ كُنْتُ دَارِيًا بِسَبْع رَمَيْنَ الْجَمْرَ أَمْ بِثَمَانِ ؟ التقديرُ : أَبِسَبْعِ ؟
أو معنويَّةٍ تُفْهَمُ مِنَ السِّياق، كقولِ الكُمَيْتَ بنِ زِيدٍ:
طَرِبْتُ وَمَا شَوْقًا إِلى البِيضِ أَطْرَبُ ولا لَعِبًا مِنِّي وَذُو الشَّيْبِ يَلْعَبُ ؟ التقديرُ : أَوَذُو الشَّيْبِ يَلْعَبُ ؟

٦ - تدخل (الهمزة) على أسلوب الشَّرْطِ، كقولنا : أإنْ تُسافرْ أَسافِرٌ مَعَكَ؟)، ومثلُهُ قولُ مصطفى صادق الرافعي أَإِذَا نَالَ مِنْ كَرِيمٍ سَفِيَةٌ أَتُقِيْمُوا لَهُ السَّفَاهَةَ عُذْرا ؟
ولا يصح ذلك مَعَ هَلْ).

٧ -  تدخل الهمزة على الحرفِ المُشبَّه بالفعل (إِنَّ)، كقولنا: (إِنَّكَ شُجاعٌ ؟)، ومثلُهُ قوله تعالى: (قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) (يوسف: (٩٠). ولا يصح ذلك مع (هل).

أسماء الاستفهام:

وهي (مَنْ ، مَا ، مَتَى ، أَيَّانَ ، أَيْنَ ، أَنَّى ، كَيْفَ ، كَمْ، أي). وتُقسَمُ بحسب المُسْتَفَهم عنه على ستَّةِ أَقسامٍ:

أ - ما يَدلُّ على العاقل وهي ((مَنْ)، كقولنا: (مَنْ) بَنَى بغداد؟)، ومثله قوله تعالى (فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) (الإسراء: ٥١). وقد تلحقه (ذا)، وهي اسم موصول أو اسمُ إشارة، فتُصبحُ مَنْ (ذا)، ويُعامَلُ مُعَامَلَة الكلمة الواحدة، كقولِ الشَّرِيفِ المُرتضى: مَنْ ذَا الطَّبِيبُ لأَدْوَائِي وَأَوْجَاعِي أَوِ الرَّفِيْقُ عَلَى هَمِّي وَأَزْمَاعِي ؟

ب ما يدل على غير العاقل : وهي (ما)، مثل: (ما الخَبَرُ ؟) و (ما في المدرسة؟)، وقد يُسْأَلُ به عَنْ صفةِ الشَّيء، للعَاقِلِ، كقوله تعالى: ( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء: (۲۳)، سُؤال عن صفتِهِ سُبحانَه وتَعَالى ، ولغير العاقل، كقولنا: (ما بغداد؟) أَي السُّوَالُ عن صِفَاتِها. وَقَدْ تلحقُهُ (ذا) كما لحقتْ (مَنْ)، فَتُصْبِحُ (ماذا) ، ويُعامَلُ مُعاملة الكلمة الواحدة، كقول الزهراء (عليها السلام) في رثاء أبيها (صلى الله عليه وآله وسلّم): مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَةً أَحْمَد أَلَّا يَشْمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيَا ؟

ج- ما يَدلُّ على الظرف الزمان والمكان : وهي (مَتَى ، أَيَّانَ ، أَيْنَ ، أَنَّى).
  1. مَتَى يُسْأَلُ به عَنِ الزَّمانِ المُطلَقِ (الماضي والمستقبل)، كقولنا: (مَتَى عُدْتَ مِنْ الموصل؟).
  2. أَيَّان يُسْأَلُ به عَنِ الزَّمانِ المُسْتَقْبَلِ ويُفيدُ التَّهويل والتَّعظيم، كقوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا) (النازعات: ٤٢)
  3. أَيْنَ: يُسْأَلُ بِهِ عَنِ المكان، كقولنا: (أَيْنَ تَسْكُنُ ؟). - أَنَّى يُسْأَلُ بِهِ عَنِ المكان، ويكون بمعنى مِنْ أَيْنَ)، كقوله تعالى: ( وَقَالُوا أَمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُسُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) .

د- ما يدل على الحال: وهو (كَيْفَ) ، كقوله تعالى: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى) (البقرة: ٢٦٠)، و(أنَّى) إذا كانَ بمعنى (كَيْفَ)، كقوله تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (الأنعام: ٩٥)


هـ- ما يدلُّ على العدد : وهو (كَمْ)، اسمٌ مُبْهَم، يحتاج الى تمييز مُفرد منصوب، يوضّح معناه، ويُزيل إبهامه، كقولنا: كَمْ) اسمًا لمدينة بغداد؟).

و- ما يدل على العاقل وغير العاقل ،والزمان والمكان، والحال، والحدث وهو (أيّ)، اسم استفهام مُلازم للإضافة مُبْهَم، يتحدَّدُ معناه بحسب المضاف إليه، فهو:
  1. للعاقل : إذا كان المضاف إليه عاقلا، مثل: (أي صديقٍ تُرافق؟) 
  2. لغير العاقل : إذا كانَ المضافُ إليه غير عاقل، كقول الشاعر: الصِّبَا وَالجَمَالُ مُلْكُ يَدَيْكِ أَيُّ تَاجِ أَعَزُّ مِنْ تَاجَيْكِ ؟
  3. للزَّمانِ : إذا كانَ المضاف إليه ظرف زمان، مثل: (أَيَّ يومٍ تُسافرُ؟)
  4. للمكان : إذا كان المضاف إليه ظرف مكانٍ، مثل: (أي مدينة تسكن؟)
  5. للحال : إذا أمكن تعويضها بـ (كَيْفَ)، مثل: (أيَّ حال عاد بها المُقَاتِلُ؟)
  6. للحَدَثِ : إذا أُضِيْفَتْ إلى مصدر الفعل الذي بَعْدَها، مثل: (أَيَّ مُساعَدَةٍ ساعدتَ المحتاج؟).

إِعْرَابُ أَسماء الاستفهام:

أسماء الاستفهام مبنيَّةٌ كلُّها ما عَدا (أيّ) فهي مُعْرَبةٌ (مرفوعة، أو منصوبة، أو مجرورة). وتُعْرَبُ أسماء الاستفهام على وَفْقِ الآتي:


أولاً : ما يُسْأَلُ به عَنِ الذَّاتِ العاقلةوغير العاقلة:

وهي (مَنْ) و (مَنْ ذا) و (ما) و (ماذا) و (أيّ) عندما يُسْأَلُ بها عَنِ الذَّاتِ، وتضاف اليه وتُعْرَبُ هذه الأسماء:

أ - مبتدأ: إذا تلاها مُسْتَفْهم عنه: 

1- اسم نكرة:
قال طَرَفةُ بنُ العَبْدِ:إذا القومُ قَالُوا مَن فَتَّى خِلتُ أَنَّني
عُنِيتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتْبَلَّدِ تُعْرَبُ (مَنْ) في محلّ رفع مبتدأ؛ لمجيء اسم نكرة بعدها. ومثله قولنا: أيُّ مُعلِّمٍ حاضر؟)، (أيُّ) مبتدأ؛ لأنَّه تلا المُسْتَفهم عنه (المضاف إليه) اسم نكرة (حاضر).


٢ - فعل لازم 
وهو الذي يكتفي برفع الفاعل، ولا يحتاج إلى مفعول به قال البحتري: غَابَ دُجَاهَا وَأَيُّ لَيْلٍ يَدْجُو عَلَيْنَا وَأَنتَ بَدْرُ ؟ ومثله قولنا: (مَنْ سافر؟) و (ما جاءَ بك؟) و (أيُّ مؤمن جاهد في سبيل الله؟) يُعْرَبُ (مَنْ) و (ما) و (أيّ) في الأمثلة المُتقدِّمة مبتدأ؛ لمجيء فعل لازم بعدها.

٣- فعل متعد استوفى مفعوله:
قال الإمام علي ( عليه السَّلامُ في وَصْفِ الدُّنيا: «فَمَنْ ذَا يَذْمُهَا وَقَدْ آذَنَتْ بِبَيْنِهَا، وَنَادَتْ بفِراقِهَا، وَنَعَتْ نَفْسَهَا»، ومثله قولُ العباس بن الأحنف: مَنْ ذَا يُعِيْرُكَ عَيْنَهُ تَبْكِي بِهَا أَرَأَيْتَ عَيْنًا لِلْبُكَاءِ تُعَارُ؟ ومثله قولنا: (أي مرض أصابَكَ؟). يُعْرَبُ مَنْ ذا) و (أيُّ) في الأمثلة المُتقدّمة مبتدأ؛ لأنَّه تلاهما فعلٌ مُتَعدِّ استوفى
مفعوله (يَذُمُّهَا ، يُعِيْرُكَ، أصابك).

٤- فعل مبني للمجهول
قالَ الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ: أَيُّ طَوْدٍ دُكَ مِنْ أَيِّ جِبَالِة لَقَحَتْ أَرْضٌ بِهِ بَعْدَ حِيالِ
وقال الجواهري:
مَاذَا يُرَادُ بِنَا وَأَيْنَ يُسَارُ  وَاللَّيْلُ دَاجِ وَالطَّرِيقُ عِثَارُ ؟
ومثلُهُ قولنا: (مَنْ كُرّمَ ؟)
يُعْرَبُ (ماذا) و (مَنْ) و (أيُّ) في الأمثلة المتقدّمة مُبتداً ؛ لأنَّه تلاها فعل مبني للمجهول.

٥- فعل ناقص استوفى خبره
قال أبو فراس الحمداني:
أَيُّ إِصْطِبَارٍ لَيْسَ بِالزَّائِلِ؟
وَأَيُّ دَمْعِ لَيْسَ بِالهَامِلِ؟
ومثله قول الجواهري
فَمَاذَا تَبْتَغِي؟ أَعْلُوَّ شَانٍ؟! فَمَنْ ذَا كَانَ أَرْفَعَ مِنْكَ شَانَا ؟
يُعْرَبُ (أيُّ) و (مَنْ ذا) في المثالين المتقدمين مبتدأ؛ لأنَّه تلاهما فعل ناقص استوفى

٦- شبه جملة الجار والمجرور والظرفية)
قال تعالى: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ) (النمل: ٢٠) تمام منْ لِي بِإِنْسَانِ إِذَا أَغْضَبْتُهُ وجَهِلْتُ كَانَ الحِلْمُ رَدَّ جَوَابِهِ ؟
يُعْرَبُ (ما) و (مَنْ) في المثالين المتقدمين في محلّ رفع مبتدأ؛ لأنَّه تلاهما شبه جملة من الجار والمجرور. قال تعالى: ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ) (يونس: ۳۲) ومثله قولنا: ( مَنْ تَحتَ المِظَلَّةِ ؟ ) ومثله قولنا: أيُّ) طائر فوق الشجرة؟)، يُعْرَبُ (ماذا) و (مَنْ) و (أيّ) في الأمثلة المتقدمة مبتدأ؛ لأنَّه تلاها شبه جملة ظرفية.

٧- إذا تلاها اسم معرفةٌ تُعْرَبُ مبتدأ، ويجوز إعرابها خبرًا مُقدَّمًا:
قال تعالى: (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ) (الحَاقَّة: ٢،١). ومثله قولنا (من المتكبر ؟)، يُعْرَبُ (ما) و (مَنْ) في المثالين المتقدمين في محلّ رفع مبتدأ، أو خبرًا مُقدَّمًا؛ لأنَّه تلاهما اسم معرفة الْحَاقَّةُ ، المتكبر).

ب - مفعولا به مُقدَّمًا وُجوبًا :

إذا تلاها فعلٌ مُتَعدِّ لم يستوف مفعوله ، كقولنا : (مَنْ كَافَأْتَ؟)، ومثْلُهُ قُولُهُ تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ) (البقرة: ٢١٦)، وقول الشاعر: أَضَاعُونِي وَأَيَّ فَتَّى أَضَاعُوا
لِيَوْمٍ كَرِيْهَةٍ وَسَدَادٍ تَغْرِ ؟
يُعْرَبُ (مَنْ) و (مَاذا) و (أيّ) في الأمثلة المُتقدّمة مفعولاً به مُقدَّمًا وُجوبًا؛ لأنَّه تلاها فعل مُتعدِّ لم يستوفِ مفعوله (كافات، يُنْفِقُونَ ، أَضَاعُوا).

ج - خبرًا مُقدّمًا وجوبًا للفعل الناقص

إذا تلاها فعل ناقص لم يستوف خبره، كقولنا ماذا) أَصْبَحْتَ؟)، ومثله: (أي شيءٍ صار الطِّينُ؟).

فائدة

(ما) الاستفهاميَّة عندما تُسْبَقُ بحرف جرها بالحرفِ، قوله تعالى: جر، تُحْذَفُ ألفُها تخفيفًا وتمييزا لها عَمَّ) يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) من (ما) الحرفية، مثل: (لِمَ تَقْسُو على الطفل)

د - مجرورة: 

إما بحرف الجرّ إذا
سبقها حرف جرّ، وإما بالإضافة إذا سَبَقَها اسمٌ نكرةٌ مُضافٌ، فمن أمثلة وقول أبي فراس الحمداني:
بِمَنْ يَنْقُ الْإِنْسَانُ فِيْمَا يَنوبُهُ وَمِنْ أَينَ لِلحُرِّ الكَرِيمِ صِحَابُ ؟
وقول معروف الرصافي:
عَلَامَ حُرِمْنَا مُنْذُ حِيْنٍ تَلاقِيا أَفِي سَفَرٍ قَدْ كُنْتَ أَمْ كُنْتَ لَا هِيا ؟ ومن أمثلة جرَّها بالإضافة قولنا: (كِتَابَ مَنِ اسْتَعَرْتَ؟)

ثانيا: ما يُسأل به عن الزَّمان والمكان

وهي (مَتَى) و (أَيَّانَ) و (أَيْنَ) و (أَنَّى)، وتُعْرَبُ هذه الأسماء على وَفْق الآتي:

1- في محل رفع خبرًا مُقدَّمًا:
إذا تلاها اسم معرفةً، كقوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا) (الإسراء : ٥۱) ، و ( يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) (الذاريات: ۱۲).
ومثله قول الشاعر:
لا تَأْسَفن لماضٍ أَيْنَ صَبْرُكُم؟ لا حَبَّذَا أُمَلٌ إِنْ قُلْت لَا كَانَا وتُعْرَبُ أسماء الاستفهام في الأمثلة المتقدمة في محلّ رفع خبرًا مُقدِّمًا وجوبًا؛ لأَنَّهَا تلتها أسماء معرفة هو، يَوْمُ الدِّينِ، صبركم).

٢ - في محلّ نصب خبرًا للفعل الناقص :
إذا تلاها فعل ناقص لم يستوف خبرَهُ، كقول العبَّاسِ بنِ الْأَحْنَفِ:
مَتَى يَكُونُ الَّذِي أَرْجُو وَآمُلُهُ؟ أَمَّا الَّذِي كُنْتُ أَخْشَاهُ فَقَدْ كَانَا
ومثله قول الشاعر: نُسَائِلُ أَينَ صَارَتْ دَارُ لَيْلَى؟ فَضَنَّ الرَّبِعُ عَنَّا بِالبَيَانِ يُعْرَبُ اسما الاستفهام في المثالين المتقدمين في محلّ نصب خبرًا للفعلِ النَّاقص؛ لأنَّهما تلاهما فعلان ناقصان لم يستوفيا خبرهما.

٣- في محلّ نصب مفعولاً فيه (ظرف مكان أو زمان) :
 إذا تلاها فعل تام، كقول الإمام علي (عليه السلام) أيْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ الْمَذَاهِبُ، وَتَتِيهُ بِكُمُ الْغَيَاهِبُ، وَتَخْدَعُكُمُ الْكَوَاذِبُ؟»، ومثله قول قيس بن الملوح: مَتى يَشْتَفِي مِنكَ الْفُؤَادُ المُعَذِّبُ وَسَهُمُ المَنايا مِنْ وِصالِك أَقْرَبُ؟
أو تلاها فعل ناقص استوفى خبرَهُ، كقولٍ عَمْرِو بنِ كُلثوم تَهَدَّدُنَا وَتُوْعِدُنَا رُوَيْدًا مَتَى كُنَّا لِأُمْكَ مَقْتَوِيْنَا ؟ وكَقَولِ جَرِيرٍ
مَتى كَانَ الْخِيامُ بِذِي طُلُوحٍ سُقِيْتِ الْغَيْثَ أَيَّتُهَا الخِيامُ؟
وتُعربُ أسماء الاستفهام في الأمثلة المُتقدّمة في محلّ نصب مفعولاً فيه (ظرف)؛ لأنَّه تلاها فعل تام أو فعل ناقص استوفى خبره .

٤- في محلّ جرّ:
إذا سبقها حرف جرّ ، كقول الشريف الرضي رَمَى اللَّهُ مِنْ أَحْفَافِهَا بِوَجَاها ؟ إلى أَيْنَ مَرْمَى قَصْدِهَا وَسُرَاهَا ومثله قول البوصيري إلى مَتَى أَنْتَ بِاللَّذَّاتِ مَشْغُولُ وَأَنتَ عَنْ كُلِّ ما قَدَّمْتَ مَسْؤُولُ ؟

ثالثًا: ما يُسأل به عن الحال

وهي (كَيْفَ) و (أَنَّى) ، وتُعْرَبُ هذه الأسماء على وفق الآتي:

١ - في محل رفع خبرًا مُقدَّمًا:

إذا تلاها اسم معرفةً، كقول الشاعر: قَالَ لِي كَيْفَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ عَلِيْلٌ سَهَرٌ دَائِمٌ وحُزْنٌ طَوِيْلٌ وكقول صفي الدين الحلي كَيفَ الضَّلَالُ وَصَبْحُ وَجْهِكَ مُش وشَذَاكَ في الأَكْوَانِ مِسْكَ يَعْبِقُ؟


٢ - في محل نصب خبرًا للفعل الناقص :
إذا تلاها فعل ناقص لم يستوفِ خبرَهُ، كقولِهِ تعَالَى: كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (آل عمران (۱۳۷)، ومثله قولنا: (أُحبُّ أخي أنَّى يكون ؟).
وتُعْرَبُ (كَيْفَ) و (أَنَّى) في المثالين المتقدمين في محلّ نصب خبرًا للفعلِ النَّاقص؛ لأنَّه تلاهما فعل ناقص لم يستوف خبره.


3- في محلّ نصب :
حالا إذا تلاها فعل تام، كقوله تعالى: (قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا) (البقرة: ٢٥٩).
أو فعل ناقص استوفى خبرة، كقول الشاعر: أَنَّى يَخِيْبُ الَّذِي يَدْعُوكَ مُحْتَسِبًا وَكَيْفَ يُمْسِي الَّذِي يَرْجُوكَ حَيْرَانَا ؟ وتُعْرَبُ (كَيْفَ) و (أَنَّى) في الأمثلة المُتقدّمة في محلّ نصب حالا؛ لأنَّه تلاهما فعل تام في المثالين الأوَّلِ (أنى يحيي) والثَّاني (أنى يخيب) ، وفعل ناقص استوفى خبرَهُ في المثال الثالث (كيف يُمسي).

رابعا: ما يُسأل به عن العدد:

وهي (كم) ، اسمٌ مُنْهَمٌ يحتاجُ الى تمييز نكرة مفردٍ منصوب، وهو الذي يُحدِّدُ معناها

وإعرابها:

١ - تُسْتَعْمَلُ للعاقل إذا دلَّ تمييزها على العاقل، ولغير العاقل إذا دل تمييزها على غير العاقل، وتُعْرَبُ إعراب (مَنْ) و (ما)، فتكونُ في محل رفع مبتدأ، كقولنا: كُمْ جُندِيًّا مُقاتِلٌ (؟) و (كَمْ طالبا اشترك في الامتحان؟) و (كُمْ عاملاً في المصنع؟) و (كُمْ كُتُبُكَ؟) و (كَمْ سَيَّارَةً صُنِعَتْ في المصنع؟) و (كَمْ كتابًا فِي مَكْتَبَتِكَ؟). أو في محل نصب مفعولاً به كقولنا: كَمْ) قلما اشتريت؟). أو في محل جر اسمًا مجرورًا، كقولنا بِكُمْ) دينارًا) اشتريت هاتفك؟)، أو مضافًا إليه، كقولنا: (قصائدَ كُمْ شَاعرًا قَرَأْتَ؟).

٢ - تُسْتَعْمَلُ ظرفًا إذا دلَّ تمييزها على الظرفية، فتُعرَبُ إعراب أسماء الاستفهام الدالة على الزَّمَانِ أو المكان، فتكونُ في محلّ نصب مفعولا فيه إذا تلاها فعل تام، كقولنا: كُمْ) ساعةً قرأْتَ الدَّرس؟)، أو فعل ناقص استوفى خبرَهُ، كقولنا: (كَمْ ساعةً كُنْتَ واقفًا؟). أو في محلّ نصب خبرًا للفعلِ النَّاقص الذي لم يستوفِ خَبرَهُ، كقولنا: (كَمْ أصبح عددُ المُتعلّمين؟).


 ٣- تُعرَبُ مفعولاً مُطلقًا إذا كان تمييزها مصدرًا من لفظ الفعل الذي بعدها كقولنا: (كَمْ زيارةً زُرْتَ صَدِيقَكَ؟).

٤ - يجوز حذف تمييز (كُمْ) الاستفهاميَّة، فتُعْرَبُ بإعراب تمييزها المُقَدَّرِ ، كقوله تعالى: (قَالَ قائلٌ منهم كَمْ لَبِثْتُمْ ) ( الكهف: ۱۹)، أي: كَمْ يومًا لَبِثْتُمْ؟ ويُوجَدُ نوع آخر من (كَمْ) وهي الخبريَّة، التي تُعْرَبُ إعراب (كَمْ) الاستفهامية، ولكنَّها تختلفُ عَنْها فيما يأتي:

۱ - تدلُّ (كَمْ) الاستفهامية على الاستفهام، فتحتاج الى جوابِ، أَمَّا (كَمْ) الخبريَّة فَتَدلُّ كَم مِن حَكِيمٍ يَبغِي بِحِكَمَتِه على التكثير، ولا تحتاج إلى جواب

٢ - كلاهما يحتاج إلى تمييز، ولكن تمييز (كَمْ) الاستفهاميَّةِ يكونُ مُفْرَدًا منصوبًا، أَمَّا تمييز (كَمْ) الخبريَّةِ فيكونُ مُفْرَدًا أو جَمْعًا مجرورًا أو مسبوقاً بحرف الجر (مِنْ).
- قال أبو العتاهية
تَسَلُّفَ الحَمدِ قَبلَ نِعْمَتِهِ: (خبريَّة)
- قال المتنبي:
وَكَمْ ذَنْبٍ مُوَلَّدُهُ دَلَالٌ وَكَمْ بُعْدٍ مُوَلِّدُهُ اقْتِرَابُ: (خبريَّة)

- كَمْ تلميذا في الصف ؟) : (استفهامية) - (كُمْ) تلميذ في الصفّ (!) أو كَمْ مِنْ تلميذ في الصفَّ !) : (خبريَّة) ومثل ذلك ما جاء في نص المطالعة: (وكمْ مِنَ الشُّعراء قديمًا وحديثًا قَدْ تَعَنَّى بِهَا).

خامسا: ما يُسْأَلُ به عن الحَدَث:

ذَكَرْنَا - عزيزي الطَّالبُ - أنَّ (أيّ) اسمُ استفهام مُلازمٌ للإضافة مُنْهَم، يتحدَّدُ معناه بحسب المضاف إليه، فإذا دلَّتْ على الحَدَثِ، وأُضِيْفَتْ إِلى مَصْدَرٍ مأخوذ من لفظ الفعل الذي يتلو المضاف اليه بعدها، فإنَّها تُعْرَبُ مفعوللًا مُطلقًا، كقولنا: أيَّ قِراءةٍ قَرَأْتَ؟).

ثانيا - الاستفهام المجازي

عرفت - عزيزي الطَّالب - أنَّ الاستفهام الحقيقي هو الذي يحتاج إلى جواب يطلبُهُ السَّائلُ، وقَدْ ُيخرجُ الاستفهامُ عَن معناه الحقيقي إلى معانٍ مجازيَّةٍ، فَيُسَمَّى (استفهاما مجازيا)، وهو الذي يكون فيه السَّائلُ عالِمًا بِمَا يَسْألُ عنه، ومن تلك المعاني المجازية التي يخرج إليها الاستفهام :
1 - النَّفي: ويُسمَّى هذا الأسلوبُ النَّفي (الضمنيَّ)، وسندرسه في موضوع (أسلوب النَّفي)، كقوله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرّحمن: ٦٠) أَيْ: (مَا جَزَاءُ).

٢ - التَّعجب ويُسمَّى هذا الأسلوبُ التَّعجُبَ السَّماعي)، وسندرسه في موضوع (أسلوب التَّعجب)، كقوله تعالى: (قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ) (يوسف: ۱۱)


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-